تقول أنيسا مارِتا بوتري، في مقال كتبته لمودرن دبلوماسي، إن السودان يشهد صمتاً قاتلاً على الساحة العالمية، حيث فقد أكثر من 60,000 شخص حياتهم ونزح أكثر من 11 مليون آخرين، بينما يبدو العالم عاجزاً وكأن هؤلاء الأشخاص غير مرئيين، وفقاً لمودرن دبلوماسي.
 

الصمت الرقمي وانعدام التعاطف
تحدد خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي ما يُعرض للمستخدمين وما يُترك غائباً، فتظل مأساة السودان غير مرئية، في حين تجذب أزمات مثل غزة اهتمام العالم بسرعة عبر هاشتاجات الشخصيات البارزة.
توضح الدراسات أن الخوارزميات تولّد فقاعات معلوماتية تفضّل وجهات النظر المطابقة لتوجهات المستخدمين، متجاهلة القضايا الأخرى، ما يعكس ضعف التعاطف الرقمي وتحكّمه.

تشير أنماط الخوارزميات أيضاً إلى أن وسائل الإعلام الرقمية تشكّل تسلسل هرمي للتعاطف العالمي، حيث تحظى القضايا التي تتوافق مع المصالح السياسية أو الاقتصادية باهتمام أكبر، بينما تُهمل القضايا مثل السودان، على الرغم من حجم المأساة الإنسانية هناك.
هذا يؤدي إلى تجاهل واسع وتأخير في الاستجابة الدولية، ويعكس الانحياز الرقمي الذي يفرّق بين ما يُعتبر مهماً وما يُنسى.
 

الفجوة بين الوصول الرقمي والاهتمام العالمي
يشير تقرير DataReportal لعام 2025 إلى أن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في السودان وصل إلى 3.68 مليون شخص، أي نحو 7.2% من السكان، مع تزايد الوصول الرقمي. ومع ذلك، يظل النقاش حول السودان محدوداً جداً، ما يبرز التناقض بين الاتصال الرقمي وغياب التعاطف الواقعي.

تؤكد الدراسات أن وسائل الإعلام ووسائل التواصل تحدد أجندة الرأي العام، فإذا لم تُغطي القضايا السودانية، يُنظر إليها على أنها غير مهمة، في حين يلقى اهتمام واسع القضايا الأخرى. تعكس هذه الفجوة الرقمية تدهور حس الإنسانية في التعاطف العالمي، وتضع العبء على الطلاب والمجتمع المدني لإبراز هذه القضايا.
 

الحاجة إلى مسؤولية إنسانية رقمية
تشير أنيسا مارِتا بوتري إلى أن الصراعات غير المثيرة للاهتمام في العالم الرقمي تصبح غير ذات صلة لأولئك الذين لهم مصالح سياسية، ومع ذلك، تقع مسؤولية إبراز هذه القضايا على المجتمع الدولي والمستخدمين أنفسهم. إن التعاطف الرقمي وحده لا يكفي، ويجب على الأفراد والمنظمات أن يتحركوا لتصحيح هذه الفجوة وضمان أن يسمع العالم صوت الضحايا.

يتطلب الوضع الإنساني في السودان استجابة عاجلة ودعم من وسائل الإعلام الدولية والمجتمع العالمي، وإلا ستظل مأساة الملايين مختفية في صمت مرئي وغير مرئي، بينما يظل العالم عاجزاً عن توفير العدالة الإنسانية.

https://moderndiplomacy.eu/2025/11/12/invisible-sudan-the-hierarchy-of-digital-empathy-in-the-world/